انتخب المؤتمرون المشاركون في أشغال المؤتمر الوطني العاشر للاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي احتضنه المركز الدولي مولاي للشباب ببوزنيقة يومي 16 و 17 ذوالقعدة 1435 الموافق لـ 11 و 12 أكتوبر 2014 والمنعقد تحت شعار: “وحدة المطالب = وحدة القواعد”، بالإجماع الأخ محمد كافي شراط كاتبا عاما للاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
العرض النقابي للأخ حميد شباط أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للاتحاد العام للشغالين بالمغرب :
- الحركة النقابية الجادة إلى جانب أحزاب الحركة الوطنية دافعت دائما عن الوطن ووحدته الترابية و عن المواطن وقدرته الشرائية.
– محطة إضراب 14 دجنبر 1990 كان لها الفضل في بناء المغرب الجديد وترسيخ دعائم دولة المؤسسات.
– اعتزاز بنجاح إضراب 23 شتنبر وتعبئة مستمرة لإنجاح جميع المعارك المستقبلية للحركة النقابية.
– الدعوة لدعم جميع مبادرات الحركة النقابية والانخراط في جميع الاحتجاجات التي تهدف إلى تحقيق مطالب الشعب المغربي والدفاع عن مصالح الطبقة الشعبية.
– الإسراع باعتماد مبدأ المناصفة والحديث عن الديمقراطية والتنمية في غياب المرأة مجرد وهم.
احتضن المركز الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة حدثا نقابيا نوعيا، يومي 11 و 12 أكتوبر 2014، يتمثل في انعقاد المؤتمر العاشر للاتحاد العام للشغالين بالمغرب تحت شعار : “وحدة المطالب = وحدة القواعد”، والذي عرف حضورا وازنا لعدد كبير من ممثلي النقابات العربية والإسلامية والإفريقية والدولية،وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذه المحطة النوعية في تاريخ الحركة النقابية المغربية بالعرض النقابي الهام الذي ألقاه الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد والأمين العام لحزب الاستقلال الذي استعرض في أهم المحطات التاريخية لمركزية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ تأسيسها في 20 مارس 1960،مرورا بمعركة الدفاع عن التعددية النقابية وحرية العمل النقابي،والاصطفاف إلى جانب الطبقة الشغيلة والشعب المغربي،من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،خلال مراحل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات،التي عرفت عددا من الأحداث الاجتماعية الخطيرة ارتبطت أساسا بالمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين ومناهضة السياسات اللاشعبية، وصولا إلى إضراب 14 دجنبر 1990، الذي شكل محطة مفصلية في تاريخ الحركة النقابية بشكل خاص والعمل السياسي بشكل عام،كان لها ما بعدها على صعيد المكتسبات الحقوقية والاجتماعية والسياسية التي حققها الشعب المغربي،حيث كانت المركزيتان النقابيتان الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكنفدرالية الديمقراطية للشغل،اللتان قادتا الإضراب، مدعومتان من قبل حزبين وطنيين قويين هما حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،مبرزا أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ظل طيلة 54 سنة من النضال رقما مستعصيا وغير قابل للتجاوز في إطار الكفاح الوطني من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وإسعاد الشعب المغربي،والنضال النقابي من أجل صيانة الحقوق والحصول على المزيد من المكتسبات لفائدة الطبقة الشغيلة، في إطار مواصلة مسيرة الكفاح التي بدأها الأجداد والآباء من الوطنيين الأحرار أمثال عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي والمختار السوسي وعبد العزيز بن ادريس والفقيه غازي وعبد الخالق الطريس وغيرهم من رواد الحركة الوطنية الذين ضحوا بالغالي والنفيس،قبل الحماية وبعدها،حتى ينعم المغاربة بالاستقلال والأمن والاستقرار الذي ينعمون بها الآن، والذي أصبح مناضلو آخر الزمان من تجار الدين يمنون به اليوم في حين أنهم كانوا من أكبر المستفيدين من هذه النعمة التي كانت حصيلة الملتزمين بالقيم والثوابت والأخلاق وليس المتاجرين بالدين والإنسان.
وأبرز الأخ حميد شباط أن الحركة النقابية الجادة، إلى جانب أحزاب الحركة الوطنية، دافعت دائما عن الوطن ووحدته الترابية ودافعت عن المواطن وقدرته الشرائية وكافحت في ظروف صعبة، خلال سنوات الدماء التي تلتها سنوات الرصاص، وقدمت الشهداء والمعتقلين، منذ أول انتفاضة بالدارالبيضاء إلى حين المعركة الكبرى ل14 دجنبر 1990، ومناضلو هذه الحركة يحق لهم أن يفتخروا بما قدموا من تضحيات لهذا الوطن، موضحا أن ما يعيشه المغرب ليس وليد اليوم إنه ثمرات النضال لعقود من الزمن، بحيث أن محطة 14 دجنبر كان لها الفضل في بناء المغرب الجديد وترسيخ دعائم دولة المؤسسات.
وشدد بهذه المناسبة على ضرورة وحدة الصف والثقة المتبادلة ونكران الذات، من أجل تقوية العمل النقابي، وتحقيق المطالب المشروعة للطبقة الشغيلة، مؤكدا على أهمية دور المرأة في الدينامية الجديدة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وذلك اعتمادا على مبدأ المناصفة والحضور القوي للنساء في مختلف الأجهزة، مبرزا أن الحديث عن الديمقراطية والتنمية في غياب المرأة مجرد وهم.
وقال حميد شباط إن الطبقة الشغيلة تعرف جيدا طبيعة مخططات الحكومة التي تدعي أن هناك من يشوش عليها، وتشكك في كل الوقفات والاحتجاجات وتدعي أن إضراب 23 شتنبر كان فاشلا، وهي تعرف جيدا أن هذه الحكومة مفلسة وفاشلة وأنها تداري إخفاقاتها بالبحث عن إنجازات وهمية، وإصارة بعض القضايا الهامشية وإلصاق الفشل بالآخرين، حيث إن الفاشل لا يتحدث إلى عن الفشل، ولذلك فإن الحركة النقابية معتزة بنجاح إضرابها ومعبأة من أجل إنجاح جميع المعارك التي يمكن أن تخوضها في المستقبل.
وأضاف الأخ حميد شباط أن المناضلين في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وإخوانهم في الفدرالية الديمقراطية للشغل الذين قاموا بتصحيح حقيقي داخل منظمتهم، والذين يكسبون قوت يومهم بعريق جبينهم وليس بالمتاجرة في الدين، يجب أن يعتزوا ويفتخروا بالأدوار الطلائعية التي يقومون بها من أجل صيانة مكتسبات الطبقة الشغيلة والتصدي لسياسة الحكومة المتجبرة، وفي هذا الإطار تم الإعلان عن قرار دعم جميع المبادرات التي تقدم عليها الحركة النقابية من أي جهة أو مركزية كانت، والانخراط في جميع الاحتجاجات التي تهدف إلى تحقيق مطالب الشعب المغربي والدفاع عن مصالح الطبقة الشعبية، مؤكدا أن وحدة الصف النقابي المدخل الأساس لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة وتلبية المطالب الملحة، مجددا الدعوة لكافة المركزيات النقابية من أجل تحقيق المصلحة العامة للطبقة الشغيلة وليس المصالح الفئوية الضيقة. وفي هذا السياق تحدث حميد شباط لموضوع علاقة النقابي بالسياسي، مبرزا أن شعار الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بني على ثلاث مرتكزات أساسية : المعامل للعمال، والأرض لمن يحرثها،والحكم للشعب،وهو شعار يترجم جدلية العلاقة بين السياسي والنقابي،وهو ما يعني أن العمال شركاء إلى جانب رب العمل ،في الأرباح التي تحققها المعامل، وأن الفلاحين الصغار والمتوسطين يجب أن يستفيدوا من الأرض ويدعموا من أجل استغلالها،وأن الحكم للشعب لن يتأتى إلا بالديمقراطية الحقيقية والانتخابات النزيهة التي تحترم فيها إرادة الناخبين..
وأوضح حميد شباط أن الديمقراطية تتعرض لخطر كبير مع الذين تربوا في أحضان المجهول والجهاز غير المنظم، لأنهم لا يؤمنون بالتشاور ولا يؤمنون بالحوار ويعتبرون المعرضة عدوا لهم، عاما بأن المعارضة في العالم مكمل أساسي للحكومة لأنها تحمل هواجس الشعب، مبرزا أن المكتسبات التي تحققت مع حكومات عبد الرحمان يوسفي وادريس جطو وعباس الفاسي في مجال الإصلاحات الهيكلية والاستثمار والتشغيل وحقوق الإنسان، تحاول الحكومة الحالية الإجهاز عليها، وعوض الإصلاح تقوم بالإفساد كما هو الشأن بالنسبة للصندوق المغربي للتقاعد، وعوض الرفع من الاستثمار تتخذ إجراءات معاكسة بحذف الاستثمارات العمومية، عوض توفير فرص للأطر المعطلة تنكل بها وترمي بها السجون، حيث يقبع تسعة معطلين من أبناء الفقراء في سجن سلا لعدة شهور دون أن يصدر حكم في حقهم.
وقال حميد شباط إنهم يدعون بهتانا، أنهم يدعمون الفقراء والمحتاجين والأرامل، وهم في الواقع لا يدعمون سوى أنفسهم من خلال استغلالهم لمواقع المسؤولية، مبرزا أنه لا مجال للمقارنة بين نموذجهم الفاشل في التدبير، والنموذج التركي الناجح الذي يدعون الاستفادة منه، مشيرا إلى أن النموذج التركي يعتبرا ناجحا لأنه يرفع شعار المصباح الكهربائي رمز الحضارة والتقدم، أما نموذجهم فيعتبر فاشلا لأنه يرفع شعار المصباح التقليدي رمز الماضي والتخلف.
كلمة اللجنة التحضيرية :
- كافي شراط : نهنئ الأخ حميد شباط على ما أوصل إليه المنظمة من تمتين لبنيانها ووضع خطاها على الطريق الصحيح.
يشرفني باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمرنا الوطني العاشر المكونة من المجلس العام للمنظمة أن أتلو عليكم نص الكلمة الملخصة لأهم الأعمال التي قانت بها اللجنة أعلاه منذ تكوينها اجتماعات وتنظيمات وموضوعات وترتيبات حتى وصولنا اليوم لهذه المحطة نتغيا بواسطتها مؤتمرا متميزا في كل شيئ لينضاف إلى المحطات السالفة، وخاصة التاسعة عقدا موصول الحلقات ونهجا ثابت الخطى في مسار النضال والكفاح من أجل الكرامة والحريات والعمل اللائق والأجر الحقيقي والتنمية المستدامة التي يستفيد منها الجميع، والاستقرار والأمن من كل خوف حاضرا أو مستقبلا، إلى آخر المنظومة الاجتماعية التي ما فتئ الاتحاد يكافح من أجلها منذ تأسيسه سنة 1960.
الأخوات والإخوة، الحضور الكريم
أبدأ بتهنئة الأخ حميد شباط على ما أوصل إليه المنظمة من تمتين لبنيانها ووضع خطاها على الطريق الصحيح، كما أهنئه أيضا على انتخابه بالإجماع ليرأس هذا المؤتمر.
أيتها المؤتمرات، أيها المؤتمرون
لقد عقدت اللجنة التحضيرية أحد عشر اجتماعا بما في ذلك اجتماعات المجلس العام التي تطلبتها الغاية، أي التهيئ المادي والأدبي واللوجستي، وقد توجت كل تلك الاجتماعات بخمسة عشر بيانا وبلاغا،وكانت مناسبة أيضا لإيصال صوت الاتحاد ورأيه في العديد من الملفات والقضايا الاجتماعية ذات الراهنية والاتصال المباشر بحياة الشغل والشغالين، مثل الزيادات المهولة والمتواصلة في الأثمنة والأسعار وكارثة المقايسة وفاجعة مقاربة السياسة الحكومية لإصلاح التقاعد وغيرها..
وفي سياق التهيئ عقدت مؤتمرات لتجديد الاتحادات الآتية لاستيفائها المدة القانونية: أكادير، اشتوكة آيت باها، ورززات ،طنجة، القصر الكبير، وجدة، مشرع بلقصيري، خريبكة، أزيلال، بني ملال، الفقيه بنصالح، المحمدية…
وبقيت مؤتمرات كل من وزان، الخميسات، اليوسفية وابن جرير، وهي مبرمجة في سياق المتابعة والإتمام.
وموازاة مع هذه المؤتمرات تم عقد مؤتمرات كل من الجامعات والنقابات الوطنية التالية: العمران، الوكالات الحضرية، البريد، التكوين المهني، السكر، التشغيل..
بينما بقيت مؤتمرات كل من جامعات الصحة والتعاون الوطني والنقابة الوطنية للماء الصالح للشرب مبرمجة في تواريخ محددة للتنفيذ بعيد المؤتمر الوطني.
وانكبت اللجنة التحضيرية حسب اللجينات المتفرعة عنها على القانون الأساسي وهو معروض الآن ضمن وثائق المؤتمر على المؤتمرين والمؤتمرات قصد مناقشة التعديلات التي اقترح إدخالها عليه:
– الدفتر المطلبي المحين لإبداء الرأي النهائي فيه هو الآخر.
– مشروع برنامج خطة العمل التي يجب على الاتحاد أن يلتزم بتطبيقها داخل الفترة بين هذا المؤتمر والمؤتمر القادم.
واللجنة التحضيرية كذلك تطلب من المؤتمر الخروج بتوصيات أساسية هي :
1- القيام بحملة وطنية بالتوقيعات وغيرها لحمل الحكومة على التصديق على الاتفاقية الدولية رقم 87 الصادرة عن المكتب الدولي للشغل.
2- القيام بتقديم مشروع قانون يتعلق بتعديل الفصل 288 من قانون المسطرة الجنائية المختص بتكييف عرقلة حرية العمل بشكل تعسفي يزج في بعض الأحيان بالشغيلة المضربة في غياهب السجون.
3- تبني حملة نقابية قوية لحمل الحكومة على إصلاح القانون الانتخابي بالنسبة للطبقة العاملة لأن فيه عدم توازن في نسخته الحالية.
4- القيام بحملة وطنية لحمل الحكومة على سن التقاعد النسبي لمن لا يستوفون 3240 يوم عمل عوض استرجاع الاقتطاعات التي كانت تقتطع لهم كعمال وتغييب حصة مشغليهم.
5- توصية بمقاضاة الحكومة المغربية الحالية لدى لجنة الحريات في المكتب الدولي للشغل لوأدها الحوار الاجتماعي بين الفرقاء كآلية دستورية دولية في العلاقات وتصفيتها وتمثينها بين الحكومة والمنتجين، وكذلك في موضوع تنصلها من الوفاء مما تبقى من بنود اتفاق 26 أبريل 2011، مغيبة بهذا قاعدة التضامن بين الحكومات المتعاقبة.
6- وحيث أن شعار مؤتمرنا العاشر هو: وحدة المطالب = وحدة القواعد، فإن اللجنة تقترح على المؤتمر استصدار توصية بهذا المضمون لإرجاع الثقة وبالتالي المصداقية للعمل النقابي الشريف بعيدا عن ضيق الرؤى.