انعقد يوم 29 يناير 2006 بمدينة الدار البيضاء المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب تحت شعار : “التصحيح من أجل مستقبل أفضل”.
- التقرير المذهبي للمؤتمر الاستثنائي
البيان العام :
تعيش الحركة النقابية المغربية لحظة فاصلة في تاريخها الطويل، والمؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب المنعقد بالدار البيضاء بتاريخ 29 يناير 2006 تحت شعار “التصحيح من أجل مستقبل أفضل” هو وقفة تأمل عميقة في الذات الفردية والجماعية لكافة المناضلين والمناضلات ومناسبة للتقييم الموضوعي لمسار كفاحي طويل كان موشوما بنجاحات كبيرة وإخفاقات أملاها توازن القوى بالبلاد وارتباك آليات الديمقراطية الداخلية في مفاصل كثيرة من المواجهات التي خضناها ضد الباطرونا والاختيارات اللاديمقراطية و اللاشعبية في بلادنا. لقد ساهم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ نشأته في تكريس التعددية النقابية وفي الدفع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما يخدم مصالح شعبنا بتحالف شفاف مع القوى الديمقراطية في البلاد وفي الطريق لتحقيق أهدافنا الكبرى فقدنا الكثير من المناضلات والمناضلين ونلنا حقتنا من فائض عنف الدولة في السنوات الجمر والرصاص وحلفاءها من الباطرونا في شكل اعتقالات وتسريحات جماعية ولحظة المؤتمر الاستثنائي مناسبة للوقوف إجلالا ووفاء لهذه التضحيات التي كانت 14 دجنبر 1990 ابرز صورها على الإطلاق والتي أفرزت مسارا جديدا للمغرب ولنخبه السياسية مبني على قدر وافر من الشفافية والصدق ولعل تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة وكشف المقابر الجماعية والفردية لضحايا الأحداث مؤشر ايجابي للتوجه نحو المستقبل الذي لازال في حاجة ماسة إلى مزيد من التعبئة والالتزام بخط الجماهير الشعبية وفي طليعتها الطبقة العاملة.
إن الطبقة العاملة تعيش اليوم أوضاعا مأزومة كنتيجة طبيعية للاختيارات الاقتصادية والسياسية السابقة، وتتزامن هذه الأوضاع العامة مع تحولات عالمية تعرف هيمنة متصاعدة للشركات المتعددة الجنسية التي تعتمد رأسمالية متوحشة ترفع من شأن السوق وتعمل على التغيب الجذري للجوانب الاجتماعية وتقليص دور الدولة الوطنية من خلال آليات اتفاقية التجارة العالمية والبنك الدولي واتفاقية التبادل الحر التي يتم توقيعها في ظل الإكراه المبطن باستقلالية القرار السياسي للدولة، وهو ما ساهم ويساهم في تصاعد موجة البطالة وإفلاس منظومات اقتصادية كاملة، وهذا من شأنه أن يهدد السلم العالمي ويفسح الطريق واسعا لخطابات متطرفة ولبدائل لا ديمقراطية، إن المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وهو يستحضر هذا الواقع المرير فإنه يدعو إلى فتح حوار جدي وعميق داخل الحركة النقابية وطنيا وعالميا من اجل التصدي لعولمة غير رحيمة، ومن اجل تجميع القوى الاجتماعية من اجل عولمة بديلة.
إن المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب يجدد الالتزام بنهج النقابة المواطنة والمساهمة والتي تعتبر نفسها معنية بالعملية الإنتاجية بصفتها شريكا اجتماعيا واعيا بالتحديات و الاكراهات التي تواجه الاقتصاد الوطني، ويسعى إلى نشر هذه الثقافة دون المس بهويته الكفاحية وقوته الاحتجاجية.
إن المؤتمر الاستثنائي وبعد نقاش عميق في المرحلة اتسم بوضوح الإرادة و إرادة الوضوح، مر في جو من الشفافية والديمقراطية والتفاؤل بالمستقبل يؤكد على ما يلي:
أولا: في الوضعية العامة للبلاد
- تجديد تمسكنا بالوحدة الترابية وانفتاحنا على كل المبادرات السياسية الضامنة لسيادة المغرب ووحدته، و إنهاء الاحتلال الأسباني في سبتة و مليلية والجزر التابعة لهما
- نثمن عاليا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي من شأنها أن تعيد الاعتبار للرأس المال البشري وفك العزلة على المناطق المهمشة.
- يسجل المؤتمر شجاعة تقرير الخمسين سنة ومشروع المغرب في 2025 على جرأة التحليل ورصد مكامن الخلل البنيوية التي أعاقت تحقيق تنمية مستدامة.
- تثمين مسلسل تصفية ملف سنوات الرصاص من خلال التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة كدعامة أساسية للانتقال الديمقراطية السلمي والهادئ بالمغرب.
- استمرار الاحتقان الاجتماعي بالنسبة للعمال والمأجورين نتيجة الاختيارات المالية الوفية لتعليمات صندوق النقد الدولي بما يمثل تهديدا للقدرة الشرائية للمواطنين وهو ما من شأنه تهديد السلم الاجتماعي وفسح المجال واسعا أمام تيارات لا ديمقراطية.
- استمرار جو الانتظارية في بعض القطاعات الحكومية التي تفتقد إلى الجرأة والقدرة على المبادرة.
- الدعوة إلى صيانة حرية التعبير في إطار جدلية الحركة والمسؤولية.
- التعجيل بإطلاق سراح الرهينتين المغربيتين محافظي و بوعلام بالعراق.
- تسجيل بارتياح المبادرة الملكية المتعلقة بالمشاريع الاقتصادية الكبرى، وتدعو إلى ضرورة أن تشمل كافة المناطق المغربية، للقطع بصفة نهائية مع مقولة المغرب النافع والمغرب غير النافع
- التضامن المطلق مع جميع الحركات الاحتجاجية المطالبة بالشغل، وندعو الحكومة إلى اتخاذ تدابير عملية لمعالجة هذه المعضلة الاقتصادية الكبرى، ونهج سياسة الوضوح والكف عن المقاربة الأمنية.
- ضرورة اعتماد اقتصاد متضامن يغلب المصالح العليا للبلاد، بدل الاستمرارية في اقتصاد الريع الذي ساهم لسنوات طويلة في اختلال التوازنات الاجتماعية والاقتصادية وحرم المغرب من بناء نخبة وطنية مؤمنة باقتصاد السوق.
ثانيا: في الوضعية الداخلية للاتحاد
- يثمن المؤتمرون الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر الاستثنائي لصيانة وحدة النقابة، و إعادة الاعتبار إلى الاتحاد العام، وتعزيز مكانته داخل المشهد النقابي المغربي.
- يحيى عاليا مشاركة كل الجامعات والاتحادات الجهوية و الإقليمية على تلبيتها دعوة قيادة النقابة بعقد هذا المؤتمر من اجل إصلاح الوضع التنظيمي المتردي الذي تسببت فيه سيادة العقلية الانفرادية التي كادت ان تعصف بإطارنا النقابي العتيد.
- يدعو المؤتمر إلى توحيد الصفوف، وفتح اوراش التكوين للرفع من الوعي النقابي لدى الشغيلة المغربية، ويقرر عقد المؤتمر العادي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب قبل مارس 2007 الذي سيعتبر محطة تاريخية للوقوف على كل الثغرات التي أضعفت العمل النقابي داخل الاتحاد.
- يدعو المؤتمر إلى الحفاظ على جو التعبئة والحرص على المساهمة الجماعية في بناء المستقبل لتعزيز العمل النقابي الجاد الذي يتطلع اليه كل المناضلون داخل صفوف الاتحاد.
ثالثا: في الوضع النقابي العام بالبلاد
- يدعو المؤتمر وهو يستحضر المعارك النضالية اليومية التي تخوضها الشغيلة المغربية كافة المركزيات النقابية إلى توحيد الصف من أجل تحقيق المطالب العادلة ونبذ الحسابات السياسية الضيقة.
- العمل على صياغة تصور عام وشمولي لمعالجة مطالب كافة فئات المأجورين ووضع حد للمعالجة الحكومية الفئوية مما يضعف الملفات المطلبية النقابية.
- الدعوة إلى تطوير آليات وخدمات الصندوق المغربي للتقاعد بما يكفل مصالح منخرطيه.
- ويجدد المؤتمر دعوته إلى مراجعة نظام الأجور بما فيها تدابير شجاعة لمراجعة الأجور العليا.
- استكمال اجراة بنود مدونة الشغل.
- فتح حوار وطني حول تطبيق التوقيت المستمر لصياغة موقف نقابي موحد يخدم مصالح شغيلة الوظيفة العمومية.
- يدعو المؤتمر كافة الفرقاء الاجتماعين لاحترام الحرية النقابية والرفع من مستوى الحد الأدنى للأجور بما يضمن كرامة اليد العاملة المغربية ويقوي القدرة الشرائية أمام التزايد المهول لتكلفة المعيشة.
- ويؤكد المؤتمرون في نهاية أشغال المؤتمر الاستثنائي على الموقف الثابت للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وكافة الشعب المغربي من القضايا الإسلامية والعربية العادلة لشعوبنا في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا و إيران وكل الشعوب التي تستهدفها الإمبريالية الجديدة
عاش الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عاشت الطبقة الشغيلة