اختي العاملة اخي العامل
تحيي الطبقة الشغيلة العيد الأممي فاتح ماي من كل سنة، عيد لتقييم مكونات وظروف العمل ووسائل الإنتاج وتشجيع المبادرات وتحفيز المجتهدين، لكن أصبح اليوم هذا العيد عيدا للوقوف على مكامن الظلم الاجتماعي وتراجع المكتسبات التي دفعت أجيال سبقت الغالي والنفيس من اجل تحصيلها والحفاظ عليها.
وطبعا يرجع السبب في ذلك الى تعاقب حكومتين تخلت لأكثر من سبع سنوات على مبادئ الدستور فغاب الحوار والتشاور وانفردت الحكومة بكل القرارات وتخصصت في التعيينات في مراكز المسؤولية لفائدة المقربين والمنتمين ولو انعدمت فيهم الكفاءة، واغرقت البلد بالديون وقضت بشكل ممنهج على الطبقات المتوسطة والفقيرة، فاختل التوازن بين الطبقات وضعفت القدرة الشرائية للمواطنين وزاد الطين بلة ضعف الاستثمار وضعف او بالأحرى انعدام فرص التشغيل.
وتناست الحكومتين ان دستور 2011 اتى بشيء آخر، اتى بالحوار والتشارك والشخص المناسب في المكان المناسب وربط المسؤولية بالمحاسبة وطبعا حب وخدمة الوطن.
الحكومتين المتعاقبتين لعبتا في عدة مواقف بالاستقرار الاجتماعي وهددتا سلما اجتماعيا بني من قبل على ثقة ومصداقية المكونات الثلاث: الحكومة – النقابات – والمشغلين وكذلك بعض التنازلات من كل جانب لاستمراره. فظهر الخلل في قطاعات اجتماعية أساسية كالصحة والتعليم من حيث التكوين وكذا التشغيل، وظهرت بوادر الخوصصة جلية وظهر أسلوب التعاقد كبديل للتوظيف فخرجت الحركات الاحتجاجية السلمية التي قوبلت بالقمع وخراطيم المياه والعصا لمن يعصى وأصبحت السنة البيضاء في التعليم الأقرب الى الواقع وأصبحت المستشفيات عاجزة عن تقديم الخدمات بسبب ضعف الإمكانيات والوضعية المزرية للبنايات وقلة الأطر الصحية وقس على ذلك عدد كبير من القطاعات التي غاب عنها حسن التدبير وشفافية التعيين.
اخواتي العاملات
في خضم هذا الوضع الاجتماعي الاستثنائي ازداد وضع المرأة العاملة احتقانا وتدهورا لعدة أسباب :
1- انتشار آفة الأمية لغياب سياسة حقيقية للقضاء عليها
2- ضعف الأجور خاصة في القطاع الخاص وعدم مساواتها مع اخيها الرجل
3- استمرار ضعف تمثيليتها في مراكز المسؤولية والقرار بعيدا عن المناصفة التي نادى بها الكثير ولعل أكبر مثال، النسب الضعيفة للمرأة في التعيينات بمراكز القرار التي تطل بها الحكومة كل خميس في اجتماعها الأسبوعي.
4- هشاشة العمل: التعاقد، المناولة، العمل الموسمي داخل وخارج الوطن، العمل المؤقت…
5- انتشار ظاهرة التحرش وبدائية الآليات لمحاربتها والصافرة مثالا.
6- الظروف الصعبة للعاملات الفلاحيات خارج كل معايير العمل اللائق التي اعتمدها المغرب. وافتح القوس للترحم على شهيدات لقمة العيش اللواتي لقين حتفهن بحثا عن قوت اسرهن – انا لله وانا اليه راجعون.
7- النسبة العالية للمرأة في القطاع الغير مهيكل التي تغيب عنه ابسط معايير الحماية الاجتماعية وآخذ مثالا معابر الذل والهوان بسبتة ومليليه الذي يشكل صورة سوداء يسجلها التاريخ بمداد الحزن والموت.
8- اما العمالة المنزلية جاء القانون فتسبب في تسريح عدد من العاملات نظرا لصعوبة تنزيل وتطبيق بعض مكوناته.
طبعا المشاكل كثيرة ومستعصية والحوار منعدم لأكثر من سبع سنوات ازداد فيها الاحتقان الاجتماعي فظهرت اشكال نضالية جديدة وظهرت تنسيقيات فئوية… لكن المركزيات النقابية بقيت على العهد، عهد الوفاء للطبقة الشغيلة والدفاع عن مطالبها واستماتت وضغطت لفرض حوار اجتماعي رحل من مكاتب وزارة التشغيل الى وزارة الداخلية والفاهم يفهم.
اختي العاملة
الحوار الاجتماعي تم توقيعه من طرف ثلاث مركزيات وارباب العمل والحكومة اتى بمكتسبات اختلف فيها الكثير لكن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب اعتبرها استرجاعا لما ضاع للطبقة الشغيلة لمدة سبع سنوات واعتبرها انطلاقة لعلاقة جديدة بين المكونات الثلاث مبنية على المصداقية والثقة وطبعا الأمل في حوار جاد وطني وقطاعي تفتح فيه ملفات ظلت حبيسة الرفوف وضاعت حقوق أصحابها. وهذا يظهر جليا في شعار فاتح ماي: مستمرون في النضال من اجل استرجاع الحقوق والمكتسبات.
ومن هذا المنبر ادعو اخواتي العاملات للثقة في مركزيتهن النقابية وتقوية الانخراط، لأن ما ضاع حق وراءه طالب. فنحن نؤمن ب “خذ وطالب”
فلنلتف حول قيادتنا بقلوب مؤمنة بالعمل النضالي القوي الشريف للدفاع عن حقوق المرأة المغربية العاملة. وننخرط في المسيرة التنموية التي أطلقها صاحب الجلالة نصره الله واعتمدها حزب الاستقلال في مشروعه التنموي لإخراج المغرب من المنطقة الرمادية التي ارخت بضلالها لأكثر من سبع سنوات.
تحية نضالية لقيادتنا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي احسنت تدبير المرحلة واحرجت الحكومة بقبول اقتراحها وارغمتها على الجلوس على طاولة الحوار وتحمل المسؤولية لإخراج الاتفاق الى حيز الوجود.
تحية عالية لكل مناضلات ومناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمناسبة العيد الأممي وكل فاتح ماي والطبقة الشغيلة المغربية بألف خير ومزيدا من المكتسبات.
عاش الاتحاد العام للشغالين بالمغرب
عاشت منظمة المرأة الشغيلة
الكاتبة الوطنية : فتيحة الصغير