قال تعالى “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”. صدق الله العظيم.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبنفوس مطمئنة وواثقة بموعود الله ووعيده، تلقى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب خبر وفاة المناضل والأب الروحي للاتحاد المرحوم عبد الرزاق أفيلال، أحد مؤسسي نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال لمدة طويلة والذي لم يوقفه رحمة الله عليه عن العمل النضال سوى ألم المرض الذي أبعده عن ميدان النضال النقابي والسياسي، ويأتي رحيل الفقيد بعد مسيرة حياة حافلة بالكفاح من أجل الوطن أولا ثم من أجل الطبقة الكادحة والعمال والمحتاجين. ولعل الإرث النضالي الكبير الذي تركه وراءه لخير دليل على أنه كان سخيا في عطاءه وصادقا مع محيطه ووطنه، وأعتقد أنه مهما قلنا من كلام في هذه اللحظة الحزينة لا يمكن أن نحيط بكل تلك المواقف المبدئية والبطولية للمرحوم من العديد من القضايا السياسية والاجتماعية الحساسة في تاريخ البلاد كما لا يمكن مهما تحدثنا أن نلامس كل مستويات ودرجات تفاعله مع القيم والمبادئ التي تأسس من أجلها الاتحاد العام الذي ظل وفيا لتراثه ومبادئه حتى عندما كان رحمة الله عليه على فراش المرض.
إن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بكل مكوناته يعتبر وفاة الرجل خسارة كبيرة ليس فقط للنقابة فحسب بل خسارة للوطن ولساحة النضال الوطني الصادق، وعزاءنا في الفقيد أنه قد أمضى حياته رجلا صادقا، وظل مخلصا لوطنه وللمبادئ السامية للنضال حتى آخر لحظة في حياته، وقد عرفه الجميع بأنه كان رحمه الله دائما نموذج الرجل الحكيم الذي لا تأخذه في قول كلمة الحق لومة لائم، وعرف بتواضعه ونصرته للمظلومين ووقوفه إلى جانب الضعفاء.
وأتقدم باسمي الخاص ونيابة عن كل مكونات الاتحاد العام قيادة وقواعد بخالص التعازي والمواساة لكافة أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة وكافة أل أفيلال، ونسأل الله للفقيد المغفرة والرحمة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان وأن يخلف على الاتحاد وعلى الوطن بخير، لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء بأجل مسمى، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الكاتب العام : النعم ميارة